3 May, 2019
أهلاً بكم في بلد الأرز والمقاومة
كانت الرسالة الموجهة إلى النقابات الأعضاء من 11 دولة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي حضرت إلى العاصمة اللبنانية بيروت لحضور المؤتمر الإقليمي يومي 23 و24 أبريل 2019.
افتتح الرئيسان الإقليميان المشاركان هاشمية السعداوي من العراق والطاهر البرباري من تونس بالإضافة إلى نائب رئيس الاتحاد الدولي للصناعات عبد المجيد مطوال من المغرب، المؤتمر الإقليمي النظامي الذي ضم 85 من القيادات النقابية. وأشاروا إلى أن الإقليم يعيش في أعقاب الربيع العربي، الذي لا تزال معالمه تتوضح في السودان والجزائر. جلبت هذه الصحوة السياسية العظيمة تغييراً تقدمياً في بعض البلدان، لكن ردود الفعل العنيفة أدت لتغذية الصراع والقمع.
على الرغم من هذه التحديات، فإن نقابات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا متفائلة كثيراُ بالمستقبل. وتعد النقابات الأعضاء التي يوحدها الاتحاد الدولي للصناعات، قوة استقرار رئيسية، حيث تحول المطالب الاجتماعية إلى صراع من أجل حقوق أكبر.
وأكد الأمين العام للاتحاد الدولي للصناعات فالتر سانشيز على أهمية الإقليم للاقتصاد العالمي بسبب احتياطاته من النفط والغاز. وأشار إلى أن العمال على مستوى العالم يواجهون تحديات الصراعات، والعمل الهش، ونموذج أوبر في العمل، والثورة الصناعية الرابعة. لا يمكننا إحداث التغيير إلا من خلال الوقوف صفاً واحداً.
يشار إلى أنه وفقًا لمؤشر الحقوق العالمي 2018 الذي يصدره اتحاد النقابات الدولي، كان إقليم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من جديد الأسوأ في العالم من حيث معاملة العمال، وقد أدى الصراع في ليبيا وفلسطين وسوريا واليمن إلى انهيار حكم القانون وإنكار حقوق العمال. فقد تم قمع الاحتجاجات السلمية بعنف، وقامت السلطات في مختلف البلدان بسحق محاولات تشكيل حركة عمالية مستقلة.
أحد البلدان التي تعاني من القمع الشديد هي الجزائر، حيث يكافح الحرس القديم من أجل التمسك بالسلطة. وقد أُرسلت رسالة تضامن إلى رؤوف ملال رئيس النقابة الوطنية المستقلة لعمال الكهرباء والغاز SNATEG، الذي أعتقل قبل وقت قصير من بدء المؤتمر.
النقطة المشرقة التي لم تكن متوقعة هي العراق، إذ كان حتى وقت قريب غارقًا في الصراعات، حيث احتلت داعش العديد من المناطق. لقد كان للنقابات تأثير تقدمي على المجتمع، حيث قامت بحملة للتصديق على اتفاقية منظمة العمل الدولية رقم 87 حول الحرية النقابية، وحققت عقوداً دائمة للعمالة الهشة في القطاع العام، وساعدت على عرقلة القانون الرجعي للجعفري الذي كان سيسمح للفتيات بسن الثامنة بالزواج. تحارب النقابات الطائفية حيث تجمع شبكة نقابات النفط العراقية العمال في المناطق السنية والشيعية والكردية للدفاع عن الملكية العامة لاحتياطيات البلاد من الطاقة.
وكان مستوى مشاركة المرأة من العلامات المشجعة الأخرى ودليلاً على ظهور قيادات نسائية قوية في جميع أنحاء الإقليم. ففي تقرير من اجتماع شبكة المرأة الإقليمية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي اختتم في اليوم السابق، أعربت المشاركات عن عزمهن على تحقيق المساواة بين النوع الاجتماعي، والوصول إلى سلطة صنع القرار.
قدم كمال أوزكان الأمين العام المساعد، وأحمد كامل تقريراً عن التقدم المحرز في الإقليم، مشيدين بالأمثلة الملموسة للعمل المنجز كجزء من برنامج بناء القوة النقابية لتنظيم الأعضاء والاحتفاظ بهم، وتعزيز الشبكات واستخدام المواثيق الدولية في الاستراتيجيات الوطنية للنقابات. كما اتفق المشاركون على أن عمل الاتحاد الدولي للصناعات في الإقليم يسهم في دعم المرأة والشباب والمجتمع بشكل عام.
رحب المؤتمر بممثلي النقابات من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا والنرويج لتطوير التضامن بين جانبي البحر المتوسط. قادة النقابات من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا ملتزمون بالتعاون، لا سيما في تعزيز تنسيق الشبكات الإقليمية للشركات مع مجالس الأعمال الأوروبية، والاتفاقيات الإطارية العالمية وغيرها من المواثيق لإقامة حوار اجتماعي حقيقي.
مع اختتام الاجتماع، غنى الموفدون أغنية الفنان اللبناني مارسيل خليفة "منتصب القامة":
"منتصب القامة أمشي مرفوع الهامة أمشي"
https://youtu.be/55qkdAT-ghs
صور
- صور من المؤتمر متاحة هنا.