بناء القوة النقابية في مصنع ستيلانتيس في المغرب

بدعم قوي من الاتحاد الدولي للصناعات، نجح الاتحاد المغربي للشغل في تنظيم عمال مصنع ستيلانتيس في القنيطرة، (مصنع بيجو سيتروين (PSA) سابقاً).

تزدهر صناعة السيارات في المغرب وتتوسع سلسلة التوريد بسرعة مع وصول لاعبين جدد من جميع أنحاء العالم. ومع قوة عاملة قوامها 135000 عامل وعاملة، أصبحت هذه الصناعة قطاع تصدير أساسي وتلعب دورًا محوريًا في تنمية البلاد.

يأتي تأسيس مصنع ستيلانتيس في القنيطرة ضمن الاستثمارات الكبيرة لعملاق السيارات الفرنسي PSA في السنوات الأخيرة. فمنذ عام 2019 نمت القوة العاملة في المصنع إلى 3000 عامل وعاملة، وهناك خطط لجعله أكبر موقع لتصنيع السيارات في المغرب.

غالبًا ما تواجه النقابات صعوبات في التنظيم والعمل في المناطق الاقتصادية الخاصة حيث يحاول أصحاب العمل إبقاء النقابات بعيداً. إلا أن الاتحاد المغربي للشغل حقق أول تقدم كبير في عام 2012، عندما نجح في تنظيم مصنع رينو في المنطقة الاقتصادية الخاصة بطنجة. وبجانب التضامن العالمي فقد لعبت الاتفاقيات الإطارية العالمية التي وقعها الاتحاد الدولي للصناعات مع مصنعي السيارات دورًا مهماً في حالة كل من رينو وستيلانتيس. حيث عقد أول اجتماع بين إدارة PSA في المغرب والنقابات في عام 2018 في الدار البيضاء، خلال اجتماع شبكة نقابات السيارات للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الاتحاد الدولي للصناعات.

وقال الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل ميلودي مخاريق:

”هذا النجاح هو نتيجة عملنا المستمر لتعزيز العمل النقابي في الصناعات الجديدة نسبيًا في المغرب، بما في ذلك صناعة الطائرات والسيارات، حيث تعمل أعداد كبيرة من الشركات متعددة الجنسيات وسلاسل التوريد الخاصة بها. لقد كان التضامن الدولي من طرف الاتحاد الدولي للصناعات مهمًا في تحقيق ذلك. نعطي الأولوية حالياً لحوار مثمر مع الشركة بهدف تطوير اتفاقية جماعية تعزز الاستقرار والتعاون بين االنقابة والإدارة."

بعد سنوات من العمل الأساسي، لعبت كل من قيادات الاتحاد المغربي للشغل في القنيطرة والقيادات النقابية الشابة التي تم تدريبها في إطار برنامج الاتحاد الدولي للصناعات للشباب، دورًا نشطًا في تنظيم المصنع. وفي اللحظة الحاسمة للفوز بالاعتراف، نظمت النقابة الجديدة بنجاح جمعية عمومية بمشاركة 300 عاملة وعامل، حيث انضم المزيد من الأعضاء إلى النقابة. ومن المتوقع أن تبدأ التدريبات لأعضاء النقابة الجدد الشهر المقبل.

ومن جانبه قال أحمد كامل، السكرتير الإقليمي لإقليم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا:

"يعد تنظيم العاملات والعمال في ستيلانتيس خطوة مهمة إلى الأمام، ونتيجة لسنوات عديدة من العمل المدعوم من برامج بناء النقابات، والاتفاقيات الإطارية العالمية، وشبكات الشركات".

وأضاف: "سيواصل الاتحاد الدولي للصناعات دعم جهود الاتحاد المغربي للشغل من أجل تأسيس جامعة وطنية للمعادن تجمع قطاعات السيارات والكابلات والإلكترونيات وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والصلب والطائرات."

وبدوره قال جيورج لويترت، مدير صناعة السيارات في الاتحاد الدولي للصناعات،

"طوال الحملة التنظيمية في المغرب، لم يكن لدينا شك في أن إدارة PSA ستحترم الحقوق الأساسية في الحرية النقابية".

يذكر أنه تم تشكيل شركة ستيلانتيس في يناير 2021، من خلال اندماج Fiat Chrysler Automobiles و Groupe PSA. ويجري الاتحاد الدولي للصناعات حاليًا محادثات أولية مع الشركة الجديدة فيما يتعلق بالحوار الاجتماعي عبر الوطني المستمر وتطبيق حقوق العمل الأساسية.